الامام هادي
الامام علي الهادي (عليه السلام)
قال الكليني في الكافي إنه ولد منتصف ذي الحجة 212 قال وروي انه ولد في رجب سنة 214 وفي كشف الغمة ولد يوم الجمعة و قالالشيخ في المصباح : روي أنه يوم 27 من ذي الحجة ولد أبو الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) ثم قال : وذكر ابن عياش انهكان مولد أبي الحسن الثالث يوم الثاني من رجب وذكر أيضا انه كان يوم الخامس
قال وروى إبراهيم بن هاشم القمي قال ولد أبو الحسن العسكري (عليه السلام) يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة 214
ولد الامام الهادي عليه السلام في المدينة المنورة وتوفي بسامراء في سنة 254 فيكون عمره أربعين سنة وقيل 41 سنة
أقام منها مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر وبعد أبيه 33 سنة وهي مدة إمامته وخلافته وهي بقية ملك المعتصم ثم الواثق والمتوكل والمنتصروالمستعين والمعتز واستشهد في آخر ملك المعتمد ومدة مقامه بسر من رأى عشرون
سنة وأشهر ودفن بداره في سر من رأى
امه أم ولد اسمها سمانة المغربية وفي المناقب يقال إن امه المعروفة بالسيدة أم الفضل
روي عنه في تنزيه الباري تعالى وتوحيده وفي أجوبة المسائل وأنواع العلوم الشئ الكثير. جاء عنه في تنزيه الباري تعالى ما رواه الحسن بنعلي بن شعبة في تحف العقول أنه قال : إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وانى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركهوالأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والابصار عن الإحاطة به نأى في قربه وقرب في نايه كيف الكيف بغير أن يقال كيفوأين الأين بلا أن يقال أين هو منقطع الكيفية والأينية الواحد الأحد جل جلاله وتقدست أسماؤه
(1) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون
بحار الانوار ج78 ص366
(2) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الناس في الدنيا بالاموال وفي الاخرة بالاعمال
بحار الانوار ج78 ص366
(3) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إكثر من الإستغفار والحمد ، فإنك تدرك بذلك الخير كله
الانوار البهية ج1 ص287
(4) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إن الله جعل الدنيا دار بلوى ، والاخرة دار عقبى ، وجعل بلوى
الدنيا لثواب الاخرة سببا وثواب الاخرة من بلوى الدنيا عوضا
بحار الانوار ج78 ص365
(5) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
السهر ألذ للمنام ، والجوع يزيد في طيب الطعام
( يريد به الحث على قيام الليل وصيام النهار )
بحار الانوار ج78 ص369
(6) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من جمع لك وده ورأيه فاجمع له طاعتك
بحار الانوار ج78 ص365
(7) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الهزل فكاهة السفهاء ، وصناعة الجهال
بحار الانوار ج78 ص369
(8) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الحكمة لا تنجع في الطباع الفاسدة
بحار الانوار ج78 ص370
(9) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الجهل والبخل أذم الأخلاق
بحار الانوار ج1 ص94
(10) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
راكب الحرون أسير نفسه ، والجاهل أسير لسانه
( حرون : وهي التي إذا استدر جريها وقفت )
بحار الانوار ج75 ص369
(11) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من أكرمك فأكرمه ، ومن استخفك فأكرم نفسك عنه
بحار الانوار ج78 ص278
(12) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال إذا أحسن استبشر
وإذا أساء استغفروإذا أعطي شكر وإذا ابتلى صبر وإذا ظلم غفر
أعيان الشيعة ج1 ص668
(13) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق
بحار الانوار ج78 ص366
(14) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
خير من الخير فاعله ، وأجمل من الجميل قائله ،
وأرجح من العلم
حامله ، وشر من الشر جالبه ، وأهول من الهول راكبه
بحار الانوار ج78 ص370
(15) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أو جبت الشكر لان النعم
متاع ، والشكر نعم وعقبى
بحار الانوار ج78 ص365
(16) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره
بحار الانوار ج78 ص365
(17) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه
بحار الانوار ج78 ص368
(18) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إياك والحسد فإنه يبين فيك ولا يعمل في عدوك
بحار الانوار ج78 ص370
(19) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الغضب على من تملك لؤم
بحار الانوار ج78 ص370
(20) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
مخالطة الأشرار تدل على شرار من يخالطهم
مستدرك الوسائل ج12 ص308
(21) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
شر من الرزية سوء الخلف
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ج1 ص138
(22) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
العقوق ثكل من لم يثكل
بحار الانوار ج74 ص84
(23) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
العقوق يبعث القلة ويؤدي إلى الذلة
بحار الانوار ج74 ص84
(24) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من لم يستح من العيب ويرعو عند الشيب ويخشى الله بظهر
الغيب فلا خير فيه
أعيان الشيعة ج1 ص668
(25) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
اذكر مصرعك بين يدي أهلك ، ولا طبيب يمنعك ،
ولا حبيب ينفعك
بحار الانوار ج78 ص370
(26) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
المقادير تريك مالم يخطر ببالك
بحار الانوار ج78 ص369
(27) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إن الظالم الحالم يكاد أن يعفى على ظلمه بحلمه ، وإن المحق
السفيه ، يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه
بحار الانوار ج78 ص365
(28) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
اذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن يظن بأحد
سوءا حتى يعلم ذلك منه ، وإذا كان زمان الجور أغلب فيه من
العدل فليسلاحد أن يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك منه
بحار الانوار ج78 ص370
(29) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
القوا النعم بحسن مجاورتها والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها
، واعلموا أن النفس أقبل شئ لما أعطيت وأمنع شئ لما منعت
بحار الانوار ج78 ص370
(30) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عز وجل
الرياح أن تحركها ، فيسمع منها صوتا لم يسمع مثله ، ومن
لم يتنزه عنه لميسمعه
وسائل الشيعة ج17 ص317
(31) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
لا تلحوا على المتعة إنما عليكم إقامة السنة فلا تشغلوا بها
عن فرشكم وحرائركم فيكفرن ويتبرين ويدعين
على الآمر بذلك ويلعنونا
وسائل الشيعة ج14 ص450
(32) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من سأل فوق قدره استحق الحرمان
بحار الانوار ج78 ص278
(33) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
العتاب مفتاح الثقال ، والعتاب خير من الحقد
بحار الانوار ج78 ص369
(34) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحلل العقدة والوثيقة ، وأقل
مافيه أن يكون فيه المغالبة ، والمغالبة اس أسباب القطيعة
بحار الانوار ج78 ص369
(35) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه ، ولا الوفاء لمن غدرت به
، ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه ،
فإنما قلب غيرك كقلبك له
بحار الانوار ج78 ص370
(36) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إن الحرام لا ينمي وإن نمى لا يبارك له فيه وما أنفقه لم يؤجر
عليه وما خلفه كان زاده إلى النار
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ج19 ص90
(37) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
من امن مكر الله وآليم اخذه تكبر حتى يحل به قضاؤه ونافذ
امره ومن كان على بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا
ولو قرض ونشر
أعيان الشيعة ج2 ص39
(38) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
اللجاجة مسلبة للسلامة ، ومؤدية إلى الندامة ، والهزوءة
الهزء والهزوء : السخرية ، والاستخفاف
موسوعة الامام الهادي (ع) ج3 ص44
(39) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الحلم هو أن تملك نفسك ، وتكظم غيظك ،
ولا يكون ذلك إلا مع القدرة
موسوعة الامام الهادي (ع) ج3 ص32
(40) قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام
إن الله جعل قلوب الأئمة موردا فرادته فإذا شاء الله شيئا
شاءوه وهو قوله (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
التكوير آية 29
بحار الانوار ج25 ص372
-
الاولى
روى الشيخ الطوسي عن كافور الخادم انّه قال: قال لي الامام عليّ بن محمد (عليهما السّلام): اترك لي السطل الفلاني في الموضعالفلاني لأتطهّر منه للصلاة و أنفذني في حاجة وقال: إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدّا إذا تأهبت للصلاة واستلقى (عليه السلام) ليناموأنسيت ما قال لي وكانت ليلة باردة فحسست به وقد قام إلى الصلاة وذكرت أنّني لم أترك السطل فبعدت عن الموضع خوفا من لومه وتألّمت لهحيث يشقى بطلب الاناء فناداني نداء مغضب فقلت: إنّا للّه أيش عذري أن أقول نسيت مثل هذا ولم أجد بدّا من إجابته فجئت مرعوبا فقال: يا ويلك أ ما عرفت رسمي أنّني لا أتطهّر الّا بماء بارد فسخنت لي ماء فتركته في السطل؟ فقلت: واللّه يا سيدي ما تركت السطل ولا الماء قال: الحمد للّه واللّه لا تركنا رخصة ولا رددنا منحة الحمد للّه الذي جعلنا من أهل طاعته ووفّقنا للعون على عبادته انّ النبي (صلى الله عليه واله) يقول: انّ اللّه يغضب على من لا يقبل رخصة
-
الثانية
وروى الشيخ أيضا انّه قيل للمتوكل: ما يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمد فلا يبقى في الدار الّا من يخدمه ولايتعبونه بشيل ستر ولا فتح باب ولا شيء وهذا إذا علمه الناس قالوا: لولم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا دعه إذا دخل يشيل السترلنفسه ويمشي كما يمشي غيره فتمسّه بعض الجفوة فتقدم أن لا يخدم ولا يشال بين يديه ستر وكان المتوكل ما رئي أحد ممن يهتمّ بالخبرمثله ؛ قال: فكتب صاحب الخبر إليه: انّ عليّ بن محمد دخل الدار فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه سترا فهبّ هواء رفع الستر له ؛ فدخلفقال: اعرفوا خبر خروجه فذكر صاحب الخبر هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتى خرج فقال: ليس نريد هواء يشيل الستر شيلواالستر بين يديه
-
الثالثة
روى أمين الدين الطبرسي عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي انّه قال: كنت مع أبي على باب المتوكل وأنا صبيّ في جمع منالناس ما بين طالبيّ إلى عباسيّ وجعفريّ ونحن وقوف إذ جاء أبوالحسن ترجّل الناس كلّهم حتى دخل . فقال بعضهم لبعض: لم نترجّل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ولا بأسنّنا ولا بأعلمنا؟ واللّه لا ترجّلنا له فقال أبو هاشم الجعفري: واللّهلتترجّلنّ له صغرة إذا رأيتموه فما هو الّا ان أقبل وبصروا به حتى ترجّل الناس كلّهم . فقال لهم أبو هاشم الجعفري: أ ليس زعمتم انكم لا ترجّلون له؟ فقالوا له: واللّه ما ملكنا أنفسنا حتى ترجّلنا
-
الرابعة
حكى الشيخ يوسف بن حاتم الشامي في الدر النظيم والسيوطي في الدرّ المنثور عن تاريخ الخطيب وهوعن محمد بن يحيى انّهقال: قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق والفقهاء بحضرته من حلق رأس آدم حين حجّ؟ فتعايى القوم عن الجواب فقال الواثق: أنا أحضركممن ينبئكم بالخبر فبعث إلى عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فأحضر فقال: يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟. فقال: سألتك باللّه يا أمير المؤمنين الّا أعفيتني قال: أقسمت عليك لتقولنّ قال: أما اذا أبيت فانّ أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): امر جبرئيل ان ينزل بياقوتة من الجنة فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه فحيث بلغ نورهاصار حرما
-
الخامسة
روى الأربلي انّ أبا الحسن (عليه السلام) كان يوما قد خرج من سر من رأى إلى قرية لمهمّ عرض له فجاء رجل من الاعراب يطلبهفقيل له: قد ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده فلمّا وصل إليه قال له: ما حاجتك ؟ فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاء جدّك عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قد ركبني دين فادح أثقلني حمله ولم أر من أقصدهلقضائه سواك فقال له أبوالحسن: طب نفسا وقر عينا ثم أنزله فلمّا أصبح ذلك اليوم قال له أبوالحسن: أريد منك حاجة اللّه اللّه أن تخالفنيفيها فقال الأعرابي: لا أخالفك ؛ فكتب أبوالحسن ورقة بخطه معترفا فيها أنّ عليه للأعرابي مالا عيّنه فيها يرجح على دينه وقال: خذ هذاالخط فاذا وصلت إلى سر من رأى أحضر إليّ وعندي جماعة فطالبني به واغلظ القول عليّ في ترك ايفائك ايّاه اللّه اللّه في مخالفتي . فقال: افعل وأخذ الخط فلمّا وصل أبوالحسن إلى سر من رأى وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم حضر ذلك الرجلوأخرج الخط وطالبه وقال كما أوصاه فألان أبوالحسن له القول ورفقه وجعل يعتذر إليه ووعده بوفائه وطيبة نفسه ؛ فنقل ذلك إلى الخليفةالمتوكل فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن ثلاثون الف درهم فلمّا حملت إليه تركها إلى ان جاء الرجل فقال: خذ هذا المال فاقض منه دينك وأنفقالباقي على عيالك وأهلك وأعذرنا فقال له الأعرابي: يا ابن رسول اللّه واللّه إنّ أملي كان يقصر عن ثلث هذا ولكن اللّه أعلم حيث يجعل رسالتهوأخذ المال وانصرف . يقول المؤلف: هذه المنقبة تشبه ما روي عن الخضر (عليه السلام) وهي كما روى الديلمي في أعلام الدين عن أبي امامة انّ رسول اللّه (صلىالله عليه واله) قال ذات يوم لاصحابه: الا أحدّثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه قال: بينا هو يمشي في سوق من اسواق بني اسرائيلأبصره مكاتب فقال: تصدّق عليّ بارك اللّه فيك قال الخضر: آمنت باللّه ما يقضي اللّه يكون ما عندي من شيء أعطيكه . قال المسكين: بوجه اللّه لمّا تصدقت عليّ اني رأيت الخير في وجهك ورجوت الخير عندك قال الخضر: آمنت باللّه انّك سألتني بأمر عظيم ماعندي من شيء أعطيكه إلّا أن تأخذني فتبيعني قال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: الحق أقول لك انّك سألتني بأمر عظيم سألتني بوجهربي عز وجل اما أنّي لا أخيبك في مسألتي بوجه ربّي فبعني ؛ فقدّمه إلى السوق فباعه بأربع مائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لايستعمله في شيء فقال الخضر (عليه السّلام): إنمّا ابتعتني التماس خدمتي فمرني بعمل قال: انّي أكره أن أشقّ عليك انّك شيخ كبير . قال: لست تشق عليّ قال: فقم فانقل هذه الحجارة قال: وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فقام فنقل الحجارة في ساعته فقال له: أحسنتوأجملت وأطقت ما لم يطقه أحد . قال: ثم عرض للرجل سفر فقال: انّي أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة وانّي أكره أن أشقّ عليك قال: ليس تشق عليّ قال: فاضرب من اللبن شيئا أوقال: لبّن حتى أرجع إليك قال: فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيّد بناؤه . فقال له الرجل: أسألك بوجه اللّه ما حسبك وما أمرك قال: انّك سألتني بأمر عظيم بوجه اللّه عز وجل ووجه اللّه عز وجل أوقعني في العبوديةوسأخبرك من أنا ؛ أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه اللّه عز وجل فأمكنته منرقبتي فباعني فأخبرك انّه من سئل بوجه اللّه عز وجل فردّ سائله وهو قادر على ذلك وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد ولا لحم ولا دم الّا عظميتقعقع . قال الرجل: شققت عليك ولم أعرفك قال: لا بأس أبقيت وأحسنت . قال: بأبي أنت وأمي أحكم في أهلي ومالي بما أراك اللّه عز وجل أم أخيّرك فأخلّي سبيلك . فقال: أحبّ إليّ أن تخلّي سبيلي فأعبد اللّه فخلّى سبيله . قال الخضر: الحمد للّه الذي أوقعني في العبودية وانجاني منها
-
السادسة
روى القطب الراوندي انّ الخليفة المتوكل أو الواثق أو غيرهما أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسرّ منرأى أن يملأ كلّ واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ويجعلوا بعضه على بعض في وسط بريّة واسعة هناك ففعلوا ؛ فلما صار مثل جبلعظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن (عليه السلام) وستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الاسلحة وقد عرضوا بأحسن زينة وأتمّ عدّة وأعظم هيبة وكان غرضه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه وكان خوفه من أبي الحسن(عليه السلام) ان يأمر أحدا من أهل بيته ان يخرج على الخليفة . فقال له أبوالحسن (عليه السّلام) : وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟ قال: نعم فدعا اللّه سبحانه فاذا بين السماء والأرض من المشرق إلىالمغرب ملائكة مدجّجون فغشي على الخليفة فلمّا أفاق قال أبوالحسن (عليه السّلام): نحن لا ننافسكم في الدنيا نحن مشتغلون بأمر الآخرةفلا عليك شيء مما تظنّ
-
السابعة
روى الشيخ الطوسي وغيره عن اسحاق بن عبد اللّه العلوي العريضي انّه قال: اختلف أبي وعمومتي في الأربعة ايّام تصام فيالسنة فركبوا إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) وهو مقيم بصريا قبل مصيره إلى سرّ من رأى فقالوا: جئناك يا سيدنالأمرّ اختلفنا فيه فقال (عليه السّلام) : نعم جئتم تسألوني عن الايّام التي تصام في السنة فقالوا: ما جئنا الّا لهذا . فقال (عليه السّلام) : اليوم السابع عشر من ربيع الاوّل وهو اليوم الذي ولد فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) واليوم السابع والعشرون منرجب وهو اليوم الذي بعث اللّه فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة وهو اليوم الذي دحيت فيه الأرضواستوت بسفينة نوح على الجوديّ فمن صام ذلك اليوم كان كفارة سبعين سنة واليوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم الغدير يوم نصّبفيه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أمير المؤمنين علما ومن صام ذلك اليوم كان كفّارة ستين عاما
-
الثامنة
قال القطب الراوندي: امّا عليّ بن محمد النقي (عليه السلام) فقد اجتمعت الامامة فيه وتكاملت علومه وفضله وظهرت هيبته علىالحيوانات كلّها وكانت أخلاقه وأخلاق آبائه وأبنائه (عليهم السّلام) خارقة للعادة وكان بالليل مقبلا على القبلة لا يفتر ساعة عليه جبّة صوفوسجّادته على حصير . قال صاحب جنات الخلود: كان (عليه السلام) ربع القامة ووجهه ابيض يميل إلى الحمرة واسع الحاجبين والعينين حسن الوجه من نظر إليهزال همّه وغمّه وكان محببا للقلوب وذا هيبة يتملق له العدو دائم التبسم وذكر اللّه يخطو في المشي خطوات قصيرة وكان المشي ثقيلا عليهويعرق لو مشى
-